أنجبتِ الجزائرُ عبرَ الزمنِ شخصيَّاتٍ ملهمةٍ. تركتْ أثرا خالدا. ومآثِرَ جليلةً في تاريخِها الرَّاسِخِ، بفضلِ تضحيَّات الرِّجَالِ والنِّسَاءِ الذينَ شَكَّلُوا هذهِ الأمةَ.

ومشروعنا مهتم بالتعريف بـ "الأمير عبد القادر" الذي أسَّس دولةً. وأرسى أُسُسَ مذهبِ فلسفةِ المقاومة، التي ألهمت الشهداءَ الأبْرَارَ، وسمحت لهم بانتزاعِ استقلال الجزائر على حسابِ أرواحهم. إنَّهُ ملتزمٌ بإضاءة ما غيَّبَهُ النسيانُ لدى غالبيتنا، أو حاول الجَهْلُ طمسَهُ من مآثر البطل، على الرَّغمِ من صيتِهِ الذائعِ وذكرِهِ الشَّائعِ ومناقبه الحميدة.

يهدفُ مشروعُ فيلم "الأمير عبد القادر الجزائري" إلى تغييرِ التصوُّرِ الخَاطِئِ والرؤيةِ الاستعماريةِ التي ضَلَّ سَعْيُها، وخَابتْ محاولاتها لتَمَلُّكِ هذه الشخصيةِ وبِناءِ تاريخِهَا.

يصبو هذا الفيلمُ ذي الرؤية الطَّمُوحَة، لتَتَبُّع حياةِ هذا الرجلِ العظيمِ منذ بداياتِهِ نَجْلاً مثقَّفاً لقائدٍ دينيٍّ، إلى انتصَارَاتِهِ العسكريَّةِ التي غَدَتْ من أُسُسِ الدولةِ الجزائريةِ المعاصرةِ، إلى حياته في الأَسْرِ في "أمبواز" ونفيِهِ في دمشق، حيث أَنْقذت إنسانيته آلاف الأرواح المسيحية؛ موافقة المعايير الدولية وآسرة الجماهير من جميع الخلفيات.

يصبو فيلم "الأمير عبد القادر الجزائري" إلى توثيق نهج فكري وفني جمالي، يرتقي به إلى مصاف الأفلام المتفردة بانتصارها للقيم الإنسانية الأسمى.